أغلاط النحو فيها.
ولو افترضنا أنّ أصل هذا المقتل نفسه لأبي مِخنف ، فالمقتل الموجود المنسوب إليه أصبح بموجب التعديلات المتأخّرة والتي فيها تصرّف في النصّ زاد بمقتضى الوقت زيادة مطّردة ، حتّى أصبحت نصوصها بعيدةً عن أصل المؤلّف ، ورغم هذا نجد فيها نواة من الحقيقة ، وفي بعض المواضيع نصوص لم تتغيّر ، وهذا ما أثبته فستنفلد في دراسته للكتابين اللذين كانا معروفين في ذلك الوقت ، وهما مقتل الحسين ، والمختار الثقفي(١).
وما أورده الطبري في مقتل الإمام الحسين عليهالسلام المنقولة رواياته عن أبي مِخنف وما في هذا المقتل المنسوب نجد أنّ هناك تشابهاً حاصلاً في كلا الكتابين ، ولاسيّما فيما يتعلّق بالحوادث التاريخية.
ولعلّ الطبري قد اطلع على كتب أبي مِخنف ـ قبل فقدانها ـ ومنها المقتل المذكور ، رغم أنّه لم يزعم أنّه ينقل روايات المقتل عن خطّ هشام الكلبي ، وساقها روايات رتّبها وفق رغبته ومنهجه ، والله أعلم كم ترك منها ، وبتر لتتوافق مع نظرته للأحداث ومعتقداته الشخصية ، ثمّ هو لم يكن معاصراً لهشام الكلبي المتوفّى سنة (٢٠٤هـ) ، وهو المولود سنة (٢٢٤هـ).
أمّا كتاب مقتل الحسين المنسوب لأبي مِخنف ، وما غلب عليه اسم مقتل أبي مِخنف فقد حفلت مكتبات العالم بنسخ مخطوطة ومطبوعة كثيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كتب فستنفلد عن مقتل الحسين والثأر له :
F. Wustenfeld ، Der Tod Huseins and Rache AGGW ، ١٨٨٣ ، S. ١٧ ـ ١٧.