إلى أن قال :
بل ربّما يأتي في النّظر
أنّ وجوب طلب العلم والاجتهاد على أهل المكنة والقدرة في المادّة من الوجوب العينيّ؛
لما حلّ في العلم وأهله من الانهيار الفجائي ومن المؤسف جدّاً وقوع هذا الوضع وأسأله
تعالى أن يغيّر الوضع إلى الأحسن ويظهر لنا وليّه عجّل الله فرجه
انتهى.
ولعلّه من المناسب
أن نذكر هنا كلمة الشهيد الثاني طاب ثراه وتوجّعه ـ والشيء بالشيء يذكر ـ حيث قال :
والموجب لهذه الحيرة
ونزول هذه البليّة إنّما هو تقاعدهم عن تحصيل الحقّ وفتور عزيمتهم وانحطاط نفوسهم عن
الغيرة على صلاح الدين وتحصيل مدارك اليقين حتّى آلَ الحالُ إلى انتقاض هذا البناء
وفساد هذه الطريقة السواء ، واندرست معالم هذا الشأن بين أهل الإيمان ، وقَلَّت أو
عَدِمَت كتب الرّجال والحديث التي هي أصول الشريعة الغرّاء ، وشرط التوصّل إلى تلك
المرتَبة الزّهراء حتّى أنّ الرّجل من فضلاء هذا العصر ربّما انقضى زمانه وفني عمره
ومضى دهره وهو لم ينظر في كتاب من كتب الحديث مثل الكافي والتهذيب والفقيه وغيرها ،
ولا سعى على تملّكه مع قدرته عليه ، ولا رآه ، بل كثيراً مّا يكون شيخه وشيخُ شيخه
بهذه المثابة وعلى هذه الصفة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ