وجاءتك تندب أشياخَها |
|
فتلهب بالنوح شبّانها |
نفوس تغوّل يوم الفراق |
|
مناها وشوّش ألحانها |
وأفئدةٌ حطّمتها المنون |
|
وهَدَّت يد الحتف أركانها |
هو الأربعون وهل نستطيع |
|
لضربه يومك نسيانها |
وروحك كالنور بين الجفون |
|
تلألأ يكشف أوهانها |
وذكرك كالنشر تحيي القلوب |
|
عليها وتمسح أدرانها |
تلوح فتنعش مرضى النفوس |
|
وتنفح باللطف ظمآنها |
وتبسم كالفجر بين الزهور |
|
يداعب بالزهو نشوانها |
أجل إِنّ آثارك الصالحات |
|
ستبقى تخلّد سلطانها |
وميمونة من زكيّ الأُصول |
|
زرعت وهذّبت أغصانها |
تلاحظها من رياض الخلود |
|
فتنفح بالمجد خاقانها |
أبي سدّ واديك سيل الجموع |
|
تبثّ على الرمل أشجانها |
ودارُك ماج بها الوافدون |
|
وقد سَوّد الحزنُ جدرانها |
أناخت بمغناك واستبدلت |
|
شجوناً بقبرك أوطانها |
فواسى بكَ البحر شطّ الفرات |
|
وعزّى العراقيُّ إيرانها |
وفي مقلة الفارسيِّ الغيور |
|
دموعٌ يصوِّب غدرانها |
يناجي بها العربيَّ الفصيح |
|
فيمزج بالقلب هتّانها |
أبي قد حدى الحزنُ هذي القلوب |
|
إليك وهَيَّجَ نيرانها |
ألوف من العارفين الصلاح |
|
معاني تعبّد عنوانها |