(١٣٥٥هـ) وحاز قسطاً وافراً من الفضل وأصبح في عداد أهل العلم البارزين ، وتطلّع إلى آفاق جديدة في مراحل شبابه ، وقد ساعده على هذا التطلّع استعداده الفطري وتقبّله الثقافات المعاصرة في البلاد العربيّة ، وأسفاره التي قام بها خارج العراق إلى البلدان المجاورة منها الخليج والحجاز وسوريا ولبنان ، وقد ظهر هذا في شعره الحافل بالصور الجديدة المبتكرة والمعاني المستحدثة والعبارات الرشيقة.
كان على صلة بالغَرَّاف؛ لوجود فريق من أسرته وأعمامه في الشطرة ، وقد لقي مكانة كبيرة في تلك البيئة بما كان لأسرته من مكانة علميّة وأدبيّة هناك ، واكب مسيرة الجهاد ضدّ الإنجليز التي قادها العلماء والعشائر من النّجف إلى النّاصرية فالبصرة عام (١٩١٥م) وقد رافق المجاهد الشاعر الفقيه البارع السيّد محمّد سعيد الحبّوبي (١٣٣٣هـ) خلال مسيرة الجهاد ، وكان مبعوثه المفضّل إلى عشائر الغرّاف ليحثّهم على محاربة الإنجليز ، بعد حملة الجهاد عاد إلى النجف ولكنّه لم تنقطع صلته بالغرّاف ولا بأقربائه هناك ، وفي أثناء إقامته في النجف بقي يواصل النظم والكتابة في مختلف الموضوعات ، خاض القضايا السياسيّة وباشر جملة من المناصب الحكوميّة ردحاً من الزمن.
يعدّ الشيخ علي الشرقي من روّاد النهضة الأدبيّة في العراق منذ الربع الأوّل من القرن الرابع عشر لدوره الكبير في تطوير الشعر شكلاً ومضموناً ، فقد نظم في مختلف الموضوعات السياسيّة والاجتماعيّة وعالج بما نظم كثيراً من القضايا التي تطلّبت المعالجة إبّان الصّراع الدائر بين قوى الاحتلال وبين