إنّ أسلوب تأليف الكتاب والصناعة الأدبية فيه ملفت للانتباه ، فإنّ المؤلّف قد استعمل أساليب يستهدف من ورائها تحريك ذهن القارئ ، ليخرجه من حالة الخمول والتراخي ، فتراه يدعو القارئ إلى التفكير وإلى التأمّل ، وأن يتفاعل مع الإثارات الفكرية المطروحة في طيّات الكتاب ، ويخرجه من الدائرة الانفعالية ، وذلك إذ تراه يقول : (فتأمّلوا)(١) ، و (فاعتبروا)(٢) ، و (فانظروا)(٣) ، و (انظروا)(٤) ، و (فتبيّنوا)(٥) ، وما إلى ذلك من هذه الألفاظ المنتشرة في جميع نصوص الكتاب(٦).
وبالتالي فإنّه يلفت الأنظار إلى المصير والعاقبة السيّئة التي تنتظر المنحرفين عن المسار الصحيح أي مسار الإمامة ، حيث نرى كلمات النعماني في هذا الكتاب طافحة بالتحذير والإنذار والبشارة(٧).
وهو يمدح مخاطبيه بأوصاف خاصّة ، ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من حثّ وتشجيع على التدبّر والتفكير في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام من أجل الوصول إلى أعتاب الهداية والاستمرار على نهج الولاية ؛ انظر إلى التعابير الآتية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر أعلاه ، ص ١٠١ ، ٢٤٤ و ٢٤٥.
(٢) المصدر أعلاه ، ص ١٥٧ ، ١٦٥.
(٣) المصدر أعلاه ، ص ١٠١ ، ٢٤٤.
(٤) المصدر أعلاه ، ص ٢٠١ ، ٢٤٥ ، ٣٢٣.
(٥) المصدر أعلاه ، ص ٢٠٧.
(٦) المصدر أعلاه ، ص ١٥٧ ، ١٦٥ ، ٢٠١ و..
(٧) المصدر أعلاه ، ص ٢٣ ، ٥٥ ، ١٣٥ ، ١٦٦ ، ١٧٢ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٩٠ ، ٢٤٤ ، ٣٢٣. وكذلك : الموارد التي سبق ذكرها في الهوامش المتقدّمة.