وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤) وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا
____________________________________
(٨٣) (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) دعا ربّه (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أصابني الجهد. وقوله :
(٨٤) (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) وهو أنّ الله تعالى أحيا من أمات من بنيه وبناته ، ورزقه مثلهم من الولد (رَحْمَةً) نعمة (مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) عظة لهم ليعلموا بذلك كمال قدرتنا. وقوله :
(٨٥) (وَذَا الْكِفْلِ) هو رجل من بني إسرائيل تكفّل بخلافة نبيّ في أمّته ، فقام بذلك.
(٨٧) (وَذَا النُّونِ) واذكر صاحب الحوت ، وهو يونس عليهالسلام (إِذْ ذَهَبَ) من بين قومه (مُغاضِباً) لهم قبل أمرنا له بذلك (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) أن لن نقضي عليه ما قضينا من حبسه في بطن الحوت (فَنادى فِي الظُّلُماتِ) ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة اللّيل (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) حيث غاضبت قومي وخرجت من بينهم قبل الإذن.
(٨٨) (وَكَذلِكَ) وكما نجيناه (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا.
وقوله :
(٨٩) (لا تَذَرْنِي فَرْداً) أي : وحيدا لا ولد لي ولا عقب ، (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) خير من يبقى بعد من يموت. وقوله :
(٩٠) (وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) بأن جعلناها ولودا بعد أن صارت عقيما (إِنَّهُمْ كانُوا