قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠) قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (٦١) قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (٦٢) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (٦٥) قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٧) قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٦٨) قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩)
____________________________________
(٦٠) (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ) يعيبهم (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ).
(٦١) (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) على رءوس النّاس بمرأى منهم (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) عليه أنّه الذي فعل ذلك ، وكرهوا أن يأخذوه بغير بيّنة ، فلمّا أتوا به ،
(٦٢) (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)؟
(٦٣) (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) غضب من أن يعبدوا معه الصّغار ، وأراد إقامة الحجّة عليهم (فَسْئَلُوهُمْ) من فعل بهم هذا (إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) إن قدروا على النّطق.
(٦٤) (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ) تفكّروا ورجعوا إلى عقولهم (فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ) هذا الرجل بسؤالكم إيّاه ، وهذه آلهتكم حاضرة فاسألوها.
(٦٥) (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) أطرقوا لما لحقهم من الخجل ، وأقرّوا بالحجّة عليهم فقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) فلمّا اتّجهت الحجّة عليهم قال إبراهيم :
(٦٦) (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ).
(٦٧) (أُفٍّ لَكُمْ) أي : نتنا لكم ، فلمّا عجزوا عن الجواب
(٦٨) (قالُوا حَرِّقُوهُ) بالنّار (وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ) بإهلاك من يعيبها (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) أمرا في إهلاكه ، فلمّا ألقوه في النّار.
(٦٩) (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) ذات برد وسلامة ، لا يكون فيها برد مضرّ ، ولا حرّ مؤذ.