الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ (٣٦) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ
____________________________________
الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ) جاحدون إلهيّته ، يريد أنّهم يعيبون من جحد إلهيّة أصنامهم وهم جاحدون إلهية الرّحمن ، وهذا غاية الجهل.
(٣٧) (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) يريد : إنّ خلقته على العجلة ، وعليها طبع (سَأُرِيكُمْ آياتِي) يعني : ما توعدون به من العذاب (فَلا تَسْتَعْجِلُونِ).
(٣٨) (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) وعد القيامة.
(٣٩) (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) الآية. وجواب «لو» محذوف ، على تقدير : لآمنوا ولما أقاموا على الكفر.
(٤٠) (بَلْ تَأْتِيهِمْ) القيامة (بَغْتَةً) فجأة (فَتَبْهَتُهُمْ) تحيّرهم.
(٤٢) (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) يحفظكم (بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) إن أنزل بكم عذابه (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ) كتاب ربّهم (مُعْرِضُونَ).
(٤٣) (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) فكيف تنصرهم وتمنعهم؟! (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) لا يجارون من عذابنا.
(٤٤) (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ) الكفّار (وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) أي : متّعناهم بما أعطيناهم من الدّنيا زمانا طويلا ، فقست قلوبهم (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ