فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣٠) وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (٣٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣) وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٣٥) وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ
____________________________________
(فَفَتَقْناهُما) بالماء والنّبات ، كانت السّماء لا تمطر ، والأرض لا تنبت ، ففتحهما الله سبحانه بالمطر والنّبات (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ) وخلقنا من الماء (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) يعني : إنّ جميع الحيوانات مخلوقة من الماء ، كقوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ)(١) ثمّ بكّتهم على ترك الإيمان ، فقال : (أَفَلا يُؤْمِنُونَ). وقوله :
(٣١) (وَجَعَلْنا فِيها) في الرّواسي (فِجاجاً سُبُلاً) طرقا مسلوكة حتى يهتدوا.
(٣٢) (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) بالنّجوم من الشّياطين (وَهُمْ عَنْ آياتِها) شمسها وقمرها ونجومها (مُعْرِضُونَ) لا يتفكّرون فيها. وقوله :
(٣٣) (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يجرون ويسيرون ، والفلك : مدار النّجوم.
(٣٤) (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) دوام البقاء (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) نزل حين قالوا : (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ)(٢). وقوله :
(٣٥) (وَنَبْلُوكُمْ) نختبركم (بِالشَّرِّ) بالبلايا والفقر (وَالْخَيْرِ) المال والصّحة (فِتْنَةً) ابتلاء لننظر كيف شكركم وصبركم.
(٣٦) (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني : المستهزئين (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) ما يتّخذونك (إِلَّا هُزُواً) مهزوءا به ، قالوا : (أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) يعيب أصنامكم (وَهُمْ بِذِكْرِ
__________________
(١) سورة النور : الآية ٤٥.
(٢) سورة الطور : الآية ٣٠.