وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨)
____________________________________
أنّه النبيّ الذي وعدوا به في التّوراة والإنجيل ، يريد : أنّهم كانوا مجتمعين على صحّة نبوّته ، فلمّا بعث جحدوا نبوّته وتفرّقوا ، فمنهم من كفر بغيا وحسدا ، ومنهم من آمن ، وهذا كقوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ...)(١) الآية.
(٥) (وَما أُمِرُوا) يعني : كفّار الذين أوتوا الكتاب (إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) إلّا أن يعبدوا الله (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) الطّاعة ، أي : موحّدين له لا يعبدون معه غيره. (حُنَفاءَ) على دين إبراهيم عليهالسلام ودين محمّد صلىاللهعليهوسلم. وقوله : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) أي : دين الملّة القيّمة ، وهي المستقيمة ، وباقي الآية ظاهر.
* * *
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٩.