لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (٤٧) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (٤٨) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا (٤٩) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (٥٣)
____________________________________
لَكَ رَبِّي) كان هذا قبل أن نهي عن استغفاره ، وعده ذلك رجاء أن يجاب فيه (إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) بارّا لطيفا.
(٤٨) (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ) أفارقكم وأفارق ما تعبدون من أصنامكم (وَأَدْعُوا رَبِّي) أعبده (عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي) بعبادته (شَقِيًّا) كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام. يريد : إنّه يتقبّل عبادتي ويثيبني عليها.
(٤٩) (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) وذهب مهاجرا إلى الشّام (وَهَبْنا لَهُ) بعد الهجرة (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا) منهما (جَعَلْنا) ه (نَبِيًّا).
(٥٠) (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) يعني : النّبوّة والكتاب (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) ثناء حسنا رفيعا في كلّ أهل الأديان.
(٥١) (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) موحّدا قد أخلص دينه لله.
(٥٢) (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) حيث أقبل من مدين يريد مصر ، فنودي من الشّجرة ، وكانت في جانب الجبل على يمين موسى (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) قرّبه الله تعالى من السّماوات للمناجاة ، حتى سمع صرير القلم يكتب له في الألواح.
(٥٣) (وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا) من نعمتنا عليه (أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا) حين سأل ذلك ربّه فقال : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي ...)(١) الآية.
__________________
(١) سورة طه : الآيتان ٢٩ ـ ٣٠.