فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩)
____________________________________
وأوصاني بأنّ الله ربّي وربّكم (فَاعْبُدُوهُ هذا) الذي ذكرت (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
(٣٧) (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ) يعني : فرق النّصارى (مِنْ بَيْنِهِمْ) فيما بينهم ، وهم النّسطورية واليعقوبيّة والملكانية (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يريد : مشهدهم يوم القيامة.
(٣٨) (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ما أبصرهم بالهدى يوم القيامة وأطوعهم أنّ عيسى ليس الله ، ولا ابن الله ، سبحانه ، ولا ثالث ثلاثة ، ولكن لا ينفعهم ذلك مع ضلالتهم في الدّنيا ، وهو قوله : (لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) من أمر عيسى والقول فيه.
(٣٩) (وَأَنْذِرْهُمْ) خوّفهم يا محمّد (يَوْمَ الْحَسْرَةِ) يوم القيامة حين يذبح الموت (١) بين الفريقين (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) أحكم وفرغ منه (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) في الدّنيا من ذلك اليوم (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) لا يصدّقون به.
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس. أخرجه ابن جرير ١٦ / ٨٨. وورد عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم في هذه الآية : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) قال : «ينادى يا أهل الجنة ، فيشرئبون فينظرون ، وينادى : يا أهل النار ، فيشرئبون فينظرون ، فيقال : هل تعرفون الموت؟ فيقولون : نعم ، فيجاء بالموت في صورة كبش أملح ، فيقال : هذا الموت ، فيقدّم فيذبح ، قال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويقال : يا أهل النار خلود فلا موت» قال : ثم قرأ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ). أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٢٨ ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ٣١ بسند صحيح ؛ وابن جرير أيضا ١٦ / ٨٨ ؛ وأحمد ٢ / ٢٦١ ؛ وابن ماجه برقم ٤٣٢٧.