نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩) قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ
____________________________________
نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) يعني : رضيعا في الحجر.
(٣٠) (قالَ) عيسى عند ذلك : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) أقرّ على نفسه بالعبوديّة لله سبحانه (آتانِيَ الْكِتابَ) علّمني التّوراة. وقيل : الخطّ.
(٣١) (وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبارَكاً) معلّما للخير أدعو إلى الله تعالى (أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ) أمرني بالصلاة (وَالزَّكاةِ) الطّهارة (ما دُمْتُ حَيًّا).
(٣٢) (وَبَرًّا) لطيفا (بِوالِدَتِي).
(٣٣) (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ...) الآية. أي : السّلامة عليّ من الله تعالى في هذه الأحوال.
(٣٤) (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) أي : الذي قال : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ ...) الآية ، هو عيسى ابن مريم لا ما يقول النّصارى من أنّه إله ، وأنّه ابن الله. (قَوْلَ الْحَقِ) أي : هذا الكلام قول الحقّ ، والحقّ : هو الله سبحانه. وقيل : معنى قول الحقّ : أنّه كلمة الله (الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) يشكّون. يعني : اليهود ، يقولون : إنّه لزنية ، وإنّه كذّاب ساحر ، ويقول النّصارى : إنّه ابن الله.
(٣٥) (ما كانَ لِلَّهِ) ما ينبغي له سبحانه (أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) أي : ولدا (سُبْحانَهُ) تنزيها له عن ذلك (إِذا قَضى أَمْراً) أراد كونه (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) كما قال لعيسى : كن فكان من غير أب.
(٣٦) (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) هذا راجع إلى قوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ)