عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤)
____________________________________
(٣٧) (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ) عن جوانبك (عِزِينَ) جماعات حلقا حلقا ، وذلك أنّهم كانوا يجتمعون عنده ، ويستهزءون به وبأصحابه ، ويقولون : لئن دخل هؤلاء الجنّة فلندخلنّها قبلهم. قال الله تعالى :
(٣٨) (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا) لا يدخلونها. (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) من تراب ومن نطفة ، فلا يستوجب أحد الجنة بشرفه وماله ؛ لأنّ الخلق كلّهم من أصل واحد ، بل يستوجبونها بالطّاعة.
(٤٠) (فَلا أُقْسِمُ) «لا» صلة. يعني : أقسم. وقوله :
(٤١) (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) أي : بمغلوبين ، نظيره قد تقدّم في سورة الواقعة.
(٤٢) (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا) في باطلهم (وَيَلْعَبُوا) في دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) نسختها آية القتال.
(٤٣) (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) القبور (سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ) إلى شيء منصوب من علم أو راية (يُوفِضُونَ) يسرعون.
(٤٤) (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) ذليلة خاضعة لا يرفعونها لذلّتهم (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يغشاهم هوان (ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ). يعني : يوم القيامة.
* * *