بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
____________________________________
(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) وتقول لهم الملائكة : (بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
(١٣) (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) انتظرونا وقفوا لنا نستضىء بنوركم (قِيلَ) لهم (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) من حيث جئتم (فَالْتَمِسُوا نُوراً) فلا نور لكم عندنا (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ) بين المؤمنين والمنافقين (بِسُورٍ) وهو حاجز بين الجنّة والنّار. قيل : هو سور الأعراف (لَهُ بابٌ) في ذلك السّور باب (باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) لأنّ ذلك الباب يفضي إلى الجنّة (وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ) أي : من قبل ذلك الظّاهر (الْعَذابُ) وهو النّار.
(١٤) (يُنادُونَهُمْ) ينادي المنافقون المؤمنين : (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) في الدّنيا نناكحكم ونوارثكم (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) آثمتموها بالنّفاق (وَتَرَبَّصْتُمْ) بمحمّد عليهالسلام الموت (وَارْتَبْتُمْ) شككتم في الإيمان (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) ما كنتم تمنّون من نزول الدّوابر بالمؤمنين (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) الموت (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ) أي : بحلمه وإمهاله (الْغَرُورُ) الشّيطان.
(١٥) (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) بدل (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وهم المشركون (مَأْواكُمُ النَّارُ) منزلكم النّار (هِيَ مَوْلاكُمْ) أولى بكم (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) هي.
(١٦) (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا) ألم يحن (أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) ترقّ وتلين (لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) وهو القرآن ، وهذا حثّ من الله تعالى لقوم من المؤمنين على الرّقة