بِذاتِ الصُّدُورِ (٦) آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٩) وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ
____________________________________
(٧) (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) صدّقوا بأنّ الله تعالى واحد ، وأنّ محمدا رسول الله (وَأَنْفِقُوا) من المال الذي (جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) أي : كان لغيركم فملكتموه (١). وقوله :
(٨) (وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) أي : حين أخرجكم من ظهر آدم عليهالسلام بأنّ الله ربّكم لا إله لكم سواه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي : إن كنتم على أن تؤمنوا يوما من الأيام.
(١٠) (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : أيّ شيء لكم في ترك الإنفاق في طاعة الله وأنتم ميّتون تاركون أموالكم ، ثمّ بيّن فضل السّابقين في الإنفاق والجهاد ، فقال : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) يعني : فتح مكّة (وَقاتَلَ) جاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعداء الله. (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) [يعني : عند الله](٢)(مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ) الفتح (وَقاتَلُوا وَكُلًّا) من الفريقين (وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) الجنّة.
(١١) (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ذكر تفسيره في سورة البقرة (٣).
(١٢) (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) وهو يوم القيامة (يَسْعى نُورُهُمْ) على الصّراط
__________________
(١) في عا وظا : فملّككموه.
(٢) ما بين [] زيادة ليست في الأصل ع.
(٣) انظر ص ١٧٨.