إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٣٤) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ
____________________________________
(٣٢) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ...) الآية. يعني : المطعمين من أصحاب بدر (١). وقوله :
(٣٣) (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) أي : بالمنّ على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإسلامكم.
(٣٥) (وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) أي : لا توادعوهم ولا تتركوا قتالهم حتى يسلموا ؛ لأنّكم الأعلون ، ولا ضعف بكم فتدعوا إلى الصّلح (وَاللهُ مَعَكُمْ) بالنّصرة (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم. وقوله :
(٣٦) (وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) أي : لا يسألكم محمّد عليهالسلام أموالكم أجرا على تبليغ الرّسالة.
(٣٧) (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ) يجهدكم بالمسألة (تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) ويظهر عداوتكم ؛ لأنّ في مسألة المال ظهور العداوة والحقد.
(٣٨) (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) يا هؤلاء (تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ)
__________________
(١) وهم أبو جهل نحر عشرا ، وأميّة بن خلف نحر تسعا ، وسهيل بن عمرو نحر عشرا ، وشيبة بن ربيعة نحر تسعا ، وعتبة بن ربيعة نحر عشرا ، ومنبّه ونبيه ابنا الحجاج نحرا عشرا ، والعباس بن عبد المطلب نحر عشرا ، وأبو البختري نحر عشرا. المحبّر لابن حبيب ص ١٦١ ـ ١٦٢.