إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧) وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣)
____________________________________
(٢٥) (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) فلمّا قال ذلك وثبوا إليه فقتلوه ، فأدخله الله تعالى الجنّة ، فذلك قوله تعالى :
(٢٦) (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) فلمّا شاهدها قال : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ).
(٢٧) (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) أي : بمغفرة ربّي.
الجزء الثالث والعشرون :
(٢٨) (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ) يعني : على قوم حبيب (مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ) لنصرة الرّسل الذين كذّبوهم. يريد : لم نحتج في إهلاكهم إلى إرسال جند.
(٢٩) (إِنْ كانَتْ) ما كانت عقوبتهم (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) صاح بهم جبريل عليهالسلام ، فماتوا عن آخرهم ، وهو قوله : (فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) ساكنون قد ماتوا.
(٣٠) (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) يعني : هؤلاء حين استهزءوا بالرّسل ، فتحسّروا عند العقوبة.
(٣١) (أَلَمْ يَرَوْا) يعني : أهل مكّة (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) يعني : ألم يروا أنّ الذين أهلكناهم قبلهم لا يرجعون إليهم.
(٣٢) (وَإِنْ كُلٌ) وما كلّ من خلق من الخلق إلّا (جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) عند البعث يوم القيامة يحضرهم ليقفوا على ما عملوا.
(٣٣) (وَآيَةٌ لَهُمُ) على البعث (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها). وقوله :