فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠) وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا
____________________________________
(فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) وسطه وشقوقه (فَإِذا أَصابَ بِهِ) بالودق (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) يفرحون.
(٤٩) (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) المطر (مِنْ قَبْلِهِ) كرّر «من قبل» للتّأكيد (لَمُبْلِسِينَ) آيسين.
(٥٠) (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) يعني : آثار المطر الذي هو رحمة الله تعالى (كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ) جعلها تنبت (بَعْدَ مَوْتِها) [يبسها] (إِنَّ ذلِكَ) الذي فعل ذلك ، وهو الله عزوجل (لَمُحْيِ الْمَوْتى).
(٥١) (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) رأوا النّبت قد اصفرّ وجفّ (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) يريد : إنّ الكفّار يستبشرون بالغيث ، فإذا جفّ النّبت ولم يحتاجوا إلى الغيث ظلّوا يكفرون بنعمة الله عزوجل فلم يؤمنوا ، ولم يشكروا إنعامه بالمطر.
(٥٢) (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) مضت الآية في سورة الأنبياء ، والتي بعدها في سورة النمل.
(٥٤) (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) من نطفة. الآية.
(٥٥) (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ) يحلف الكافرون (ما لَبِثُوا) في قبورهم