مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ
____________________________________
(٥) (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ) يخشى البعث (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ) وعده بالثّواب والعقاب (لَآتٍ) لكائن. وقوله :
(٧) (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) أي : بأحسن أعمالهم ، وهو الطّاعة.
(٨) (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) أمرناه أن يحسن إليهما (وَإِنْ جاهَداكَ) اجتهدا عليك (لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أنّه لي شريك (فَلا تُطِعْهُما) أنزلت في سعد بن أبي وقّاص لمّا أسلم (١) ، حلفت أمّه أن لا تأكل ولا تشرب ، ولا يظلّها سقف بيت حتى يكفر بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، ويرجع إلى ما كان عليه ، فأمر أن يترضّاها ويحسن إليها ، ولا يطيعها في الشّرك. وقوله :
(٩) (لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) أي : في زمرتهم وجملتهم ، ومعناه : لنحشرنّهم معهم. وقوله :
(١٠) (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ) أي : أذاهم وعذابهم (كَعَذابِ اللهِ) جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله ، ولا يصبر على الأذيّة في الله. (وَلَئِنْ جاءَ) المؤمنين (نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَ) هؤلاء الذين ارتدّوا حين أوذوا : (إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) وهم كاذبون ،
__________________
(١) وهذا قول قتادة. أخرجه : ابن جرير ٢٠ / ١٣١ ، والمؤلف في الأسباب ص ٣٩٥ ، وأخرجه مسلم في صحيحه عن سعد ٧ / ١٢٥.