قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (٨٢) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤) إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥)
____________________________________
(قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) ظاهر إلى قوله :
(٨٠) (وَلا يُلَقَّاها) أي : ولا يلقّن ولا يوفّق لهذه الكلمة (إِلَّا الصَّابِرُونَ) عن زينة الدّنيا.
(٨٢) (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) صار الذين كانوا يقولون : «يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون» (يَقُولُونَ : وَيْكَأَنَّ اللهَ) ألم تر ألم تعلم أن (اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) يوسّع لمن يشاء ويضيّق (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) عصمنا عن مثل ما كان عليه قارون من البطر والبغي (لَخَسَفَ بِنا) كما خسف به.
(٨٣) (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) يعني : الجنّة (نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) تكبّرا وتجبّرا فيها (وَلا فَساداً) عملا بالمعاصي وأخذا للمال بغير حقّ (وَالْعاقِبَةُ) المحمودة (لِلْمُتَّقِينَ).
(٨٥) (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أنزله. وقيل : فرض عليك العمل بما في القرآن (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) إلى مكّة (١) ظاهرا عليها ، وذلك حين اشتاق رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مولده.
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٥١٠ ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ١٤٧.