فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥) إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
____________________________________
(فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ) أي : ما اعتقدتم به أنّه برهان لكم في أنّكم كنتم على الحقّ (فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) أنّ الحقّ ما دعا إليه الله سبحانه ، وأتاهم به الرّسول صلىاللهعليهوسلم (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) لم ينتفعوا بما عبدوه من دون الله سبحانه.
(٧٦) (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) كان ابن عمّه. (فَبَغى عَلَيْهِمْ) بالكبر والتجبّر ، والبذخ وكثرة المال (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) جمع المفتح ، وهو ما يفتح به (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) تثقل الجماعة (أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ : لا تَفْرَحْ) بكثرة المال ولا تأشر (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) الأشرين البطرين.
(٧٧) (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) أي : اطلبها بإنفاق مالك في رضا الله تعالى (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) لا تترك أن تعمل في دنياك لآخرتك (وَأَحْسِنْ) إلى الناس (كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) العمل بالمعاصي.
(٧٨) (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) على فضل علم عندي ، وكنت بذلك العلم مستحقّا لفضل المال ، وكان أقرأ بني إسرائيل للتّوراة. قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً) للمال منه (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) لأنّهم يدخلون النّار بغير حساب.
(٧٩) (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) في ثياب حمر عليه وعلى دوابّه ، والرّكبان الذين معه