وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ
____________________________________
(وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) قادة في الخير (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) يرثون ملك فرعون وقومه.
وقوله :
(٦) (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) أرض مصر والشّام حتى يغلبوا عليها من غير منازع (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) وذلك أنّهم كانوا قد أخبروا أنّ هلاكهم على يدي رجل من بني إسرائيل ، فكانوا على وجل منهم.
(٧) (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) قيل : إنّه وحي إلهام. وقيل : وحي إعلام.
(٨) (فَالْتَقَطَهُ) أخذه (آلُ فِرْعَوْنَ) عن الماء (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) أي : ليصير الأمر إلى ذلك (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) أي : عاصين آثمين.
(٩) (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ) أي : هو قرّة عين لي (وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) فإنّه أتانا به الماء من أرض أخرى ، وليس هو من بني إسرائيل (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بما هو كائن من أمرهم وأمره.
(١٠) (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) خاليا عن كلّ شيء إلّا عن ذكر موسى وهمّه (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) بأنّه ابنها (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) قوّينا قلبها وألهمناها الصّبر (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) المصدّقين بوعد الله سبحانه.
(١١) (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ) لأخت موسى (قُصِّيهِ) اتّبعي أثره ، فاتّبعته (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ