أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦)
____________________________________
يسوءهم (١)(أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) تخبر الدّابّة من رآها أنّ أهل مكّة كانوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبالقرآن لا يوقنون ، ومن كسر : إن الناس (٢) كان المعنى : تقول لهم : إنّ النّاس.
(٨٣) (وَيَوْمَ نَحْشُرُ) نجمع (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) جماعة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس أوّلهم على آخرهم ليجتمعوا.
(٨٤) (حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ) الله تعالى لهم : (أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً) ولم تعرفوها حقّ معرفتها ، وهذا توبيخ لهم (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) حين لم تتفكّروا فيها.
(٨٥) (وَوَقَعَ الْقَوْلُ) وجبت الحجّة (عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا) بإشراكهم (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) بحجّة وعذر ، ثمّ ذكر الدّليل على قدرته وإلهيّته سبحانه وتعالى ، فقال :
(٨٦) (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) وقوله :
__________________
(١) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تخرج الدّابّة ومعها خاتم سليمان ، وعصا موسى ، فتجلو وجه المؤمن ، وتخطم أنف الكافر بالخاتم ، حتى إنّ أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم ، فيقول هذا : يا مؤمن ، ويقول هذا : يا كافر». أخرجه الترمذي في التفسير برقم ٣١٨٦ ، وحسّنه ، والطبري ١٩ / ١٥ ، وفيه علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف ، وأخرجه أحمد ٢ / ٢٩٥.
(٢) قرأ «إنّ» بكسر الهمزة نافع ، وابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر. الإتحاف ص ٤٤٠.