يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (٤٣) يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (٤٤) وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٦) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩)
____________________________________
برق السّحاب (يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) من شدّة توقّده.
(٤٤) (يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) يصرّفهما في اختلافهما وتعاقبهما (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ذكرت من هذه الأشياء (لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) لذوي العقول.
(٤٥) (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) أي : من نطفة (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) كالحيّات والحيتان (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) كالإنس والجنّ والطّير (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) كالبقر والجمال وغيرهما.
(٤٧) (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ) يعني : المنافقين (ثُمَّ يَتَوَلَّى) يعرض عن قبول حكم الرّسول صلىاللهعليهوسلم (فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الإقرار (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ).
(٤٨) (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ) إلى كتاب الله (وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهوديّ (١) ، كان اليهوديّ يجرّه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليحكم بينهما ، وجعل المنافق يجرّه إلى كعب بن الأشراف ، وهذا إذا كان الحقّ على المنافقين أعرضوا عن حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ لأنّه كان لا يقبل الرّشا ، وإن كان لهم الحقّ على غيرهم أسرعوا إلى حكمه ، وهو قوله تعالى :
(٤٩) (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) مطيعين منقادين. قال الله تعالى :
__________________
(١) انظر : أسباب النزول ص ٣٧٨ ؛ وقد مرّت هذه القصة في تفسير قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) الآية ٦٠ من سورة النساء ، وانظر ص ٢٧١.