يَكادُ
زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ
لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ
اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ
وَالْآصالِ (٣٦) رِجالٌ لا
تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ
الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (٣٧)
لِيَجْزِيَهُمُ
اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ
يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٨) وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا
جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ
وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩)
____________________________________
أو عند الغروب ، والمعنى : ليس يسترها عن الشّمس في وقت من النّهار شيء ،
فهو أنضر لها ، وأجود لزيتها (يَكادُ زَيْتُها
يُضِيءُ) لصفائه دون السّراج ، وهو قوله : (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ
عَلى نُورٍ) يعني : نور السّراج ونور الزّيت ، ثمّ قال عزّ من قائل
: (يَهْدِي اللهُ
لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ...) الآية.
(٣٦) (فِي بُيُوتٍ) أي : المصباح يوقد في بيوت ، يعني : المساجد (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) تبنى. وقوله تعالى :
(٣٧) (تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ) بين الطّمع في النّجاة ، والحذر من الهلاك (وَالْأَبْصارُ) تتقلّب في أيّ ناحية يؤخذ بهم ، أذات اليمين أم ذات
الشّمال؟ ومن أيّ جهة يؤتون كتبهم من جهة اليمين أم من جهة الشّمال؟
(٣٨) (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ) بأحسن (ما عَمِلُوا
وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) ما لم يستحقّوه بأعمالهم ، ثمّ ضرب مثلا لأعمال
الكافرين ، فقال :
(٣٩) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ
كَسَرابٍ) وهو ما يرى في الفلوات عند شدّة الحرّ ، كأنّه ماء (بِقِيعَةٍ) جمع قاع ، وهو المنبسط من الأرض (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ) يظنّه العطشان (ماءً حَتَّى إِذا
جاءَهُ) جاء موضعه (لَمْ يَجِدْهُ
شَيْئاً) كذلك الكافر يحسب أنّ عمله مغن عنه أو نافعه شيئا ،
فإذا أتاه الموت واحتاج إلى عمله لم يجد عمله أغنى عنه شيئا (وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ) ووجد الله بالمرصاد عند ذلك (فَوَفَّاهُ حِسابَهُ) تحمّل جزاء عمله.