فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)
____________________________________
(٤٧) (وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) أي : مطيعون متذلّلون.
(٤٩) (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) لكي يهتدي به قومه.
(٥٠) (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) دلالة على قدرتنا (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) يعني : بيت المقدس ، وهو أقرب الأرض إلى السّماء (ذاتِ قَرارٍ) أرض مستوية ، وساحة واسعة (وَمَعِينٍ) ماء ظاهر. وقيل : هي دمشق (١).
(٥١) (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) هذا خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والمراد به أنّ الله تبارك وتعالى كأنه أخبر أنّه قد قال لجميع الرّسل قبله هذا القول ، وأمرهم بهذا ، والمعنى : كلوا من الحلال.
(٥٢) (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) أي : ملّتكم أيّها الرّسل ملّة واحدة ، وهي الإسلام (وَأَنَا رَبُّكُمْ) شرعتها لكم [وبيّنتها لكم](٢)(فَاتَّقُونِ) فخافون.
(٥٣) (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) يعني : المشركين واليهود والنّصارى (زُبُراً) فرقا (كُلُّ حِزْبٍ) جماعة (بِما لَدَيْهِمْ) بما عندهم من الدّين (فَرِحُونَ) معجبون مسرورون.
__________________
(١) هذا قول مجاهد وابن عباس وابن المسيب. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٦ / ٤٠٩ عن ابن المسيب ، وابن عساكر بسند صحيح. وانظر : غرر التبيان ص ٢٦٦.
(٢) زيادة من عا.