وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (٣١) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)
____________________________________
من نسائكهم ، فأمر المسلمون أن يأكلوا (وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) الشّديد الفقر.
(٢٩) (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) يعني : ما يخرجون به من الإحرام ، وهو أخذ الشّارب ، وتقليم الظّفر ، وحلق العانة ، ولبس الثّوب (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) يعني : ما نذروه من برّ وهدي في أيّام الحجّ (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) القديم. وقيل : المعتق من أن يتسلّط عليه جبّار. يعني : الكعبة.
(٣٠) (ذلِكَ) أي : الأمر ذلك الذي ذكرت (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) فرائض الله وسننه. (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ) أن تأكلوها (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) في قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ...)(١) الآية. ومعنى هذا النّهي تحريم ما حرّمه أهل الجاهليّة من البحيرة والسّائبة وغير ذلك (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) يعني : عبادتها (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) يعني : الشّرك بالله.
(٣١) (حُنَفاءَ لِلَّهِ) مسلمين عادلين عن كلّ دين سواه. (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ) سقط (مِنَ السَّماءِ) فاختطفته الطّير من الهواء ، أو ألقته الرّيح في (مَكانٍ سَحِيقٍ) بعيد. يعني : إنّ من أشرك فقد هلك وبعد عن الحقّ.
(٣٢) (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) يستسمن البدن (فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ) علامات التّقوى.
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٣.