عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (٢٤) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥)
____________________________________
الذي أنزلناه على محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وقلتم : لا ندري هل هو من عند الله أم لا (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) من مثل هذا القرآن في الإعجاز ، وحسن النّظم ، والإخبار عمّا كان وما يكون ، (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) واستعينوا بآلهتكم التي تدعونها (مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أنّ محمدا تقوّله من نفسه.
(٢٤) (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) هذا فيما مضى ، (وَلَنْ تَفْعَلُوا) ه أيضا فيما يستقبل أبدا (فَاتَّقُوا) : فاحذروا أن تصلوا (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا) ما يوقد به (النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) يعني حجارة الكبريت ، وهي أشدّ لاتّقادها (أُعِدَّتْ) [خلقت وهيّئت](١) جزاء (لِلْكافِرِينَ) بتكذيبهم. ثمّ ذكر جزاء المؤمنين فقال :
(٢٥) (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) أي : أخبرهم خبرا يظهر به أثر السّرور على بشرتهم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي : الأعمال الصّالحات ، يعني الطّاعات فيما بينهم وبين ربّهم (أَنَّ لَهُمْ) : بأنّ لهم (جَنَّاتٍ) : حدائق ذات الشّجر (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت أشجارها ومساكنها (الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا) : أطعموا من تلك الجنّات ثمرة (قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) لتشابه ما يؤتون به ، وأرادوا : هذا من نوع ما رزقنا من قبل (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) في اللّون والصّورة ، مختلفا في الطّعم ، وذلك أبلغ في باب الإعجاب (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ) : من الحور العين والآدميات (مُطَهَّرَةٌ) عن كلّ أذى وقذر ممّا في نساء الدّنيا ، ومن مساوئ الأخلاق ، وآفات الشّيب والهرم (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) لأنّ تمام النّعمة بالخلود.
__________________
(١) زيادة من عا وظ وظا. وليس في الأخيرتين : خلقت.