إِنَّما
عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) ما عِنْدَكُمْ
يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧) فَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ
عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) وَإِذا بَدَّلْنا
آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ
مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١)
____________________________________
الدّنيا (إِنَّما عِنْدَ اللهِ) أي : ما عند الله من الثّواب على الوفاء (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) ذلك.
(٩٦) (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) يفنى وينقطع ، يعني : في الدّنيا (وَما عِنْدَ اللهِ) من الثّواب والكرامة (باقٍ) دائم لا ينقطع (وَلَنَجْزِيَنَّ
الَّذِينَ صَبَرُوا) على دينهم وعمّا نهاهم الله تعالى (أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا
يَعْمَلُونَ) يعني : الطّاعات ، وقوله :
(٩٧) (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) قيل هي القناعة ، وقيل : هي حياة الجنّة.
(٩٨) (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) أي : إذا أردت أن تقرأ القرآن (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) فاسأل الله أن يعيذك ويمنعك (مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
(٩٩) (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا) أي : حجّة في إغوائهم ودعائهم إلى الضّلالة ، والمعنى :
ليس له عليهم سلطان الإغواء.
(١٠٠) (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ
يَتَوَلَّوْنَهُ) يطيعونه (وَالَّذِينَ هُمْ
بِهِ) بسببه وطاعته فيما يدعوهم إليه (مُشْرِكُونَ) بالله.
(١٠١) (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً) أي : رفعناها وأنزلنا غيرها لنوع من المصلحة (وَاللهُ أَعْلَمُ) بمصالح العباد في ما (يُنَزِّلُ) من النّاسخ والمنسوخ (قالُوا) يعني : الكفّار (إِنَّما أَنْتَ
مُفْتَرٍ) كذّاب تقوله من عندك (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا
يَعْلَمُونَ) حقيقة القرآن وفائدة النّسخ والتّبديل.