مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٩٤) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً
____________________________________
طول يومها ، ثمّ تنقضه وتفسده (مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) الغزل بإمراره وفتله (أَنْكاثاً) قطعا ، وتمّ الكلام هاهنا ، ثمّ قال : (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أي : غشّا وخديعة (أَنْ تَكُونَ) بأن تكون [أو لأن تكون](١)(أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) أي : قوم أغنى وأعلى من قوم ، وذلك أنهم كانوا يحالفون قوما فيجدون أكثر منهم وأعزّ ، فينقضون حلف أولئك ، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ ، فنهوا عن ذلك. (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) أي : بما أمر ونهى (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) في الدّنيا ، ثمّ نهى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذين عاهدوه على نصرة الإسلام عن أيمان الخديعة ، فقال :
(٩٤) (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) تزلّ عن الإيمان بعد المعرفة بالله تعالى ، وهذا إنّما يستحقّ في نقض معاهدة رسول الله صلىاللهعليهوسلم على نصرة الدّين (وَتَذُوقُوا السُّوءَ) العذاب (بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وذلك أنّهم إذا نقضوا العهد لم يدخل غيرهم في الإسلام ، فيصير كأنهم صدّوا عن سبيل الله وعن دين الله.
(٩٥) (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) لا تنقضوا عهودكم تطلبون بنقضها عرضا من
__________________
(١) زيادة من عا وظا.