لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ (٦٧) وَأَوْحى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ
كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها
شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩) وَاللهُ خَلَقَكُمْ
ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا
يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠) وَاللهُ فَضَّلَ
بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي
رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ
____________________________________
لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ) يريد : عقلوا عن الله تعالى ما فيه قدرته.
(٦٨) (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) ألهمها وقذف في أنفسها (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ) هي تتّخذ لأنفسها بيوتا إذا كانت لا أصحاب لها ، فإذا
كانت لها أرباب اتّخذت بيوتها ممّا تبني لها أربابها ، وهو قوله : (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) أي : يبنون ويسقفون لها من الخلايا.
(٦٩) (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ) طرق ربّك تطلب فيها الرّعي (ذُلُلاً) منقادة مسخّرة مطيعة (يَخْرُجُ مِنْ
بُطُونِها شَرابٌ) وهو العسل (مُخْتَلِفٌ
أَلْوانُهُ) منه أحمر وأبيض وأصفر (فِيهِ) في ذلك الشّراب (شِفاءٌ لِلنَّاسِ) من الأوجاع التي شفاؤها فيه.
(٧٠) (وَاللهُ خَلَقَكُمْ) ولم تكونوا شيئا (ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) عند انقضاء آجالكم (وَمِنْكُمْ مَنْ
يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) وهو أردؤه ، يعني : الهرم (لِكَيْ لا يَعْلَمَ
بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) يصير كالصبيّ الذي لا عقل له. قالوا : وهذا لا يكون
للمؤمنين ؛ لأنّ المؤمن لا ينزع عنه علمه وإن كبر (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بما يصنع (قَدِيرٌ) على ما يريد.
(٧١) (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ
فِي الرِّزْقِ) حيث جعل بعضكم يملك العبيد ، وبعضكم مملوكا (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا) وهم المالكون (بِرَادِّي رِزْقِهِمْ) بجاعلي رزقهم لعبيدهم ، حتى يكونوا عبيدهم معهم (فِيهِ سَواءٌ) وهذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في تصييرهم عباد
الله شركاء له ، فقال : إذا لم يكن عبيدكم معكم