فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤)
____________________________________
وقيل : لواقح : حوامل ؛ لأنّها تحمل الماء والتّراب والسّحاب (فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) جعلناه سقيا لكم (وَما أَنْتُمْ لَهُ) لذلك الماء المنزل من السّماء (بِخازِنِينَ) بحافظين ، أي : ليست خزائنه بأيديكم.
(٢٣) (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) إذا مات جميع الخلائق.
(٢٤) (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ ...) الآية. حضّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الصّف الأوّل في الصّلاة ، فازدحم النّاس عليه ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية (١). يقول : قد علمنا جميعهم ، وإنّما نجزيهم على نيّاتهم.
(٢٦) (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) آدم (مِنْ صَلْصالٍ) طين منتن (مِنْ حَمَإٍ) طين أسود (مَسْنُونٍ) متغيّر الرّائحة.
(٢٧) (وَالْجَانَ) أبا الجنّ (خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) خلق آدم (مِنْ نارِ السَّمُومِ) وهي نار لا دخان لها.
(٢٩) (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) عدّلت صورته (وَنَفَخْتُ فِيهِ) وأجريت فيه (مِنْ رُوحِي) المخلوقة لي (فَقَعُوا) فخرّوا (لَهُ ساجِدِينَ) سجود تحيّة. وقوله :
__________________
(١) هذا قول الربيع بن أنس ، ذكره المؤلف في أسباب النزول ص ٣٠٦.