ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤)
____________________________________
(٥) (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) أي : ما تتقدّم الوقت الذي وقّت لها (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) لا يتأخّرون عنه.
(٦) (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) أي : القرآن. قالوا هذا استهزاء.
(٧) (لَوْ ما) هلا (تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) أنّك نبيّ ، فقال الله عزوجل :
(٨) (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِ) أي : بالعذاب (وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) أي : لو نزلت الملائكة لم ينظروا ولم يمهلوا.
(٩) (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) من أن يزاد فيه أو ينقص.
(١٠) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) أي : رسلا (فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) أي : فرقهم.
(١١) (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) تعزية للنبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(١٢) (كَذلِكَ) أي : كما فعلوا (نَسْلُكُهُ) ندخل الاستهزاء والشّرك والضّلال (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) ثمّ بيّن أيّ شيء الذي أدخل في قلوبهم ، فقال :
(١٣) (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي : بالرّسول (وَقَدْ خَلَتْ) مضت (سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) بتكذيب الرّسل ، فهؤلاء المشركون يقتفون آثارهم في الكفر.
(١٤) (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ) على هؤلاء المشركين (باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) فطفقوا فيه يصعدون لجحدوا ذلك وقالوا :