وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (٤٦) فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (٤٧) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ
____________________________________
(٤٥) (وَسَكَنْتُمْ) في الدّنيا (فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) يعني : الأمم الكافرة (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) فلم تنزجروا (وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) في القرآن فلم تعتبروا.
(٤٦) (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ) يعني : مكرهم بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم وما همّوا به من قتله أو نفيه (وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ) هو عالم به لا يخفى عليه ما فعلوا ، فهو يجازيهم عليه (وَإِنْ كانَ) وما كان (مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) يعني : أمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أي : ما كان مكرهم ليبطل أمرا هو في ثبوته وقوّته كالجبال.
(٤٧) (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ) يا محمد (مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) ما وعدهم من الفتح والنّصر (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) منيع (ذُو انتِقامٍ) من الكفّار يجازيهم بما كان من سيئاتهم.
(٤٨) (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) تبدّل الأرض بأرض كالفضّة بيضاء نقيّة يحشر النّاس عليها (١) ، والسّماء من ذهب (وَبَرَزُوا) وخرجوا من القبور ، كقوله تعالى : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً).
(٤٩) (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ) الذين زعموا أنّ لله شريكا وولدا يوم القيامة (مُقَرَّنِينَ)
__________________
(١) أخرجه ابن جرير ١٣ / ٢٥٠ عن الحسن ومجاهد ، لكن فيه : والسموات كذلك أيضا كأنّها فضة. وفي الصحيح عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) ، فقلت : أين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال : على الصراط. أخرجه مسلم في صفات المنافقين برقم ٢٧٩١ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣١٢٠.