وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٨٢) قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٨٣) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (٨٤) قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ (٨٥) قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٦)
____________________________________
(٨٢) (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) أي : أهل مصر (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) يريد : أهل الرّفقة ، فلمّا رجعوا إلى أبيهم يعقوب عليهالسلام قالوا له هذا ، فقال :
(٨٣) (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) زيّنته لكم حتى أخرجتم بنيامين من عندي رجاء منفعة ، فعاد من ذلك شرّ وضرر.
(٨٤) (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ) أعرض عن بنيه ، وتجدّد وجده بيوسف (وَقالَ : يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) يا طول حزني عليه (وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ) انقلبت إلى حال البياض ، فلم يبصر بهما (مِنَ الْحُزْنِ) من البكاء (فَهُوَ كَظِيمٌ) مغموم مكروب لا يظهر حزنه بجزع أو شكوى.
(٨٥) (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا) لا تزال (تَذْكُرُ يُوسُفَ) لا تفتر من ذكره (حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً) فاسدا دنفا (أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ) الميّتين. والمعنى : لا تزال تذكره بالحزن والبكاء عليه حتى تصير بذلك إلى مرض لا تنتفع بنفسك معه ، أو تموت بغمّه ، فلمّا أغلظوا له في القول.
(٨٦) (قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي) ما بي من البثّ ، وهو الهمّ الذي تفضي به إلى صاحبك (وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) لا إليكم (وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) وهو أنّه علم أنّ يوسف