يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩)
____________________________________
إلّا قدر ساعة من النّهار ، استقصروا تلك المدّة من هول ما استقبلوا من أمر البعث والقيامة (يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ) يعرف بعضهم بعضا تعارف توبيخ ؛ لأنّ كلّ فريق يقول للآخر : أنت أضللتني وما يشبه هذا (قَدْ خَسِرَ) ثواب الجنّة (الَّذِينَ كَذَّبُوا) بالبعث.
(٤٦) (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) يريد : ما ابتلوا به يوم بدر (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل ذلك (فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) أي : فنعذّبهم في الآخرة (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) من محاربتك وتكذيبك ، فيجزيهم بها ، ومعنى الآية : إن لم ينتقم منهم في العاجل ينتقم منهم في الآجل.
(٤٧) (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ) يرسل إليهم (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) وهو هلاك من كذّبه ، ونجاة من تبعه (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) لا ينقص ثواب المصدّق ، ويجازى المكذّب بتكذيبه.
(٤٨) (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) قالوا ذلك حين قيل لهم : (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ...)(١) الآية ، فقالوا : متى هذا العذاب الذي تعدنا يا محمّد؟ (إِنْ كُنْتُمْ) أنت يا محمّد وأتباعك صادقين.
(٤٩) (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ ...) الآية مفسّرة في آيتين من سورة الأعراف (٢) ، فلمّا استعجلوا العذاب قيل للنبيّ صلىاللهعليهوسلم :
__________________
(١) الآية ٤٦ من هذه السورة.
(٢) انظر ص ٤٢٥.