فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ
____________________________________
(٤٠) (وَمِنْهُمْ) ومن كفّار مكّة (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) يعني : قوما علم أنّهم يؤمنون (وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ) يريد : المكذّبين ، وهذا تهديد لهم.
(٤١) (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ...) الآية. نسختها آية الجهاد.
(٤٢) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) نزلت في المستهزئين كانوا يستمعون الاستهزاء والتّكذيب ، فقال الله تعالى : (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ) يريد أنّهم بمنزلة الصّمّ لشدّة عداوتهم (وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) أي : ولو كانوا مع كونهم صمّا جهّالا! أخبر الله سبحانه أنّهم بمنزلة الصّمّ الجهّال إذ لم ينتفعوا بما سمعوا.
(٤٣) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ) متعجّبا منك غير منتفع بنظره (أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ) يريد : إنّ الله أعمى قلوبهم فلا يبصرون شيئا من الهدى.
(٤٤) (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) لمّا ذكر أهل الشّقاوة ذكر أنّه لم يظلمهم بتقدير الشّقاوة عليهم ؛ لأنّه يتصرّف في ملكه (وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بكسبهم المعاصي.
(٤٥) ويوم نحشرهم (١) كأن لم يلبثوا إلّا ساعة من النهار كأن لم يلبثوا في قبورهم
__________________
(١) قرأ «نحشرهم» جميع القراء إلّا حفصا ؛ فإنّه قرأ «يحشرهم» بالياء. الإتحاف ص ٢٥٠.