لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٩٣) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
____________________________________
أهل العذر ، فقال :
(٩١) (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) يعني : الزّمنى والمشايخ والعجزى (وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) أخلصوا أعمالهم من الغشّ لهما (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) من طريق بالعقاب ، لأنّه قد سدّ طريقه بإحسانه (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن كان على هذه الخصال.
(٩٢) (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) نزلت في سبعة نفر (١) سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يحملهم على الدّوابّ ، فقال : (لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) فانصرفوا باكين شوقا إلى الجهاد ، وحزنا لضيق ذات اليد.
الجزء الحادي عشر :
(٩٤) (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ) بالأباطيل (إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) من هذه الغزوة (قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) لن نصدّقكم (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ) قد أخبرنا الله بسرائركم وما تخفي صدوركم (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) فيما تستأنفون ، تبتم من النّفاق
__________________
(١) وهم عبد الله بن مغفّل ، وعائذ بن عمرو ، وعلبة بن زيد ، وأبو ليلى عبد الرحمن ابن كعب ، وسالم بن عمير ، والعرباض بن سارية ، ومعقل المزني. انظر الدرر لابن عبد البر ص ٢٣٩ ؛ والمحبر ص ٢٨١ ؛ وغرر التبيان ص ١٤٩.