وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥) وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩) وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٩٠)
____________________________________
ماتوا ، والدّعاء لهم عند الوقوف على القبر (١) ، فقال :
(٨٤) (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ...) الآية.
(٨٥) (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ) مضى تفسيره (٢).
(٨٦) (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ) يعني : أصحاب الغنى والقدرة يستأذنونك في التّخلّف.
(٨٧) (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) النّساء اللاتي يخلفن في البيت (وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) بالنّفاق (فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) لا يفهمون الإيمان وشرائعه وأمر الله.
(٩٠) (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ) المعتذرون ، وهم قوم (مِنَ الْأَعْرابِ) اعتذروا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في التّخلّف فعذرهم ، وهو قوله : (لِيُؤْذَنَ لَهُمْ) أي : في القعود (وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) لم يصدّقوا نبيّه ، واتّخذوا إسلامهم جنّة ، ثمّ ذكر
__________________
(١) نزلت في عبد الله بن أبيّ ، وحديث نزولها أخرجه البخاري في الجنائز. فتح الباري ٣ / ٢٢٨ ؛ ومسلم في صفات المنافقين ، برقم ٢٧٧٤ ؛ والنسائي في التفسير ١ / ٥٥١ ؛ وابن ماجه برقم ١٥٢٣.
(٢) انظر ص ٤٦٨.