لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٧٩) وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠) وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣)
____________________________________
عليهم الشّقاوة (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) لا يعقلون بها الخير والهدى (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها) سبل الهدى (وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) مواعظ القرآن (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ) يأكلون ويشربون ولا يلتفتون إلى الآخرة (بَلْ هُمْ أَضَلُ) لأنّ الأنعام مطيعة لله ، والكافر غير مطيع (أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) عمّا في الآخرة من العذاب.
(١٨٠) (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) يعني : التّسعة والتّسعين (فَادْعُوهُ بِها) كقولك : يا الله ، يا قدير ، يا عليم (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) يميلون عن القصد ، وهم المشركون عدلوا بأسماء الله عمّا هي عليه ، فسمّوا بها أوثانهم ، وزادوا فيها ونقصوا ، واشتقوا اللّات من الله ، والعزّى من العزيز ، ومناة من المنّان (سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) جزاء ما كانوا يعملون في الآخرة.
(١٨١) (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ ...) الآية. يعني : أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم ، كما قال في قوم موسى عليهالسلام : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ ...) الآية (١).
(١٨٢) (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) محمد والقرآن. يعني : أهل مكّة (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) سنمكر بهم (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) كلما جدّدوا لنا معصية جدّدنا لهم نعمة.
(١٨٣) (وَأُمْلِي لَهُمْ) أطيل لهم مدّة عمرهم ليتمادوا في المعاصي (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) مكري شديد. نزلت في المستهزئين من قريش ، قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم طويلا.
__________________
(١) الآية : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) الآية ١٥٩ من هذه السورة.