آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (١٣٣) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٣٤) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
____________________________________
يؤمنوا ، فبعث الله عليهم القمّل ، وهو الدّباء الصّغار [البق] التي لا أجنحة لها ، فتتبّع ما بقي من حروثهم وأشجارهم ، فصرخوا فكشف عنهم ، فلم يؤمنوا ، فعادوا بكفرهم ، فأرسل الله عليهم الضّفادع تدخل في طعامهم وشرابهم ، فعاهدوا موسى أن يؤمنوا ، فكشف عنهم فعادوا لكفرهم ، فأرسل الله عليهم الدّم ، فسال النّيل عليهم دما ، وصارت مياههم كلّها دما ، فذلك قوله :
(آياتٍ مُفَصَّلاتٍ) مبيّنات (فَاسْتَكْبَرُوا) عن عبادة الله.
(١٣٤) (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ) أي : العذاب ، وهو ما كانوا فيه من الجراد وما ذكر بعده (قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) بما أوصاك به وتقدّم إليك أن تدعوه به (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ) ، وقوله :
(١٣٥) (إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) يعني : إلى الأجل الذي غرّقهم فيه (إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) ينقضون العهد ولا يوفون.
(١٣٦) (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) سلبنا نعمتهم بالعذاب (فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِ) في البحر (بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا) جزاء تكذيبهم (وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) غير معتبرين بها.
(١٣٧) (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ) ملّكناهم (الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ) بقتل أبنائهم واستخدام نسائهم (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) جهات شرق أرض الشّام ، وجهات غربها ، (الَّتِي بارَكْنا فِيها) بإخراج الزّروع والثّمار ، والأنهار والعيون (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ