كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩) وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٣٠) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣١) وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (١٣٢) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ
____________________________________
كَيْفَ تَعْمَلُونَ) فيرى ذلك لوقوع ذلك منكم.
(١٣٠) (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ) بالجدوب لأهل البوادي (وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) لأهل القرى ، [وصرّفنا الآيات : بيّناها لهم من كلّ نوع](١)(لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) كي يتّعظوا.
(١٣١) (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ) الخصب وسعة الرّزق (قالُوا لَنا هذِهِ) أي : إنّا مستحقّوه على العادة التي جرت لنا من النّعمة ، ولم يعلموا أنّه من الله فيشكروا عليه (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) قحط وجدب (يَطَّيَّرُوا) يتشاءموا (بِمُوسى) وقومه ، وقالوا : إنّما أصابنا هذا الشرّ بشؤمهم (أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) شؤمهم جاءهم بكفرهم بالله (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أنّ الذي أصابهم من الله.
(١٣٢) (وَقالُوا) لموسى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ) أي : متى ما تأتنا به (مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) فدعا عليهم موسى ، فأرسل الله عليهم السّماء بالماء حتى امتلأت بيوت القبط ماء ، ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة ، فذلك قوله :
(١٣٣) (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ) ودام ذلك سبعة أيّام ، فقالوا : (يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ) يكشف عنا فنؤمن لك ، فدعا ربّه فكشف ، فلم يؤمنوا فبعث الله عليهم الجراد ، فأكلت عامّة زروعهم وثمارهم ، فوعدوه أن يؤمنوا إن كشف عنهم ، فكشف فلم
__________________
(١) ما بين [ ] زيادة من الأصل ورقة ٤٥ ب ، وهي زيادة لا محل لها ، إذ ليس في الآية (وَصَرَّفْنَا الْآياتِ) ولا ندري هل هذا الوهم من المؤلف أو الناسخ ، ولعلّه من الناسخ أقرب ، على أن للمؤلف بعض الأخطاء في الآيات أحيانا كما بيناه سابقا.