وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩٢) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ
____________________________________
يعني : القراطيس يبدون ما يحبّون ، ويكتمون صفة محمّد صلىاللهعليهوسلم (وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ) في التّوراة ، فضيّعتموه ولم تنتفعوا به (قُلِ اللهُ) أي : الله أنزله (ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ) إفكهم وحديثهم الباطل (يَلْعَبُونَ) يعملون ما لا يجدي عليهم.
(٩٢) (وَهذا كِتابٌ) يعني : القرآن (أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) كثير خيره ، دائم نفعه ، يبشّر بالثواب ، ويزجر عن القبيح ، إلى ما لا يحصى من بركاته (مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) موافق لما قبله من الكتب (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) أهل مكّة (وَمَنْ حَوْلَها) يعني : أهل سائر الآفاق (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) إيمانا حقيقيا (يُؤْمِنُونَ بِهِ) بالقرآن.
(٩٣) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) نزلت في مسيلمة والأسود العنسي (١) ؛ ادّعيا النّبوّة ، وأنّ الله قد أوحى إليهما ، وهذا معنى قوله : (أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) يعني : المستهزئين الذين قالوا : (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا)(٢). (وَلَوْ تَرى) يا محمد (إِذِ الظَّالِمُونَ) يعني : الذين
__________________
(١) أخرج ابن جرير ٧ / ٢٧٣ عن قتادة في الآية قال : ذكر لنا أنّ هذه الآية نزلت في مسيلمة ، ذكر لنا أنّ نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم قال : رأيت فيما يرى النّائم كأنّ في يدي سوارين من ذهب ، فكبرا عليّ وأهمّاني ، فأوحي إليّ أن أنفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأوّلتهما في منامي الكذّابين اللذين أنا بينهما : كذّاب اليمامة مسيلمة ، وكذّاب صنعاء ، وكان يقال : الأسود. قلت : وهو حديث مرسل ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤ / ٣٩٨ من طريق آخر مرفوعا عن نافع بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي هريرة ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وأقرّه الذّهبي.
(٢) سورة الأنفال : الآية ٣١.