مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠) قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٧١) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٧٤) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ
____________________________________
مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) أسلموا للهلاك (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) وهو الماء الحارّ.
(٧١) (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) أنعبد ما لا يملك لنا نفعا ولا ضرّا ؛ لأنّه جماد؟ (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) نردّ وراءنا إلى الشّرك بالله ، فيكون حالنا كحال (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ) استغوته واستفزّته الغيلان في المهامة (حَيْرانَ) متردّدا لا يهتدي إلى المحجّة (لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا) هذا مثل من ضلّ بعد الهدى ، يجيب الشّيطان الذي يستهويه في المفازة ، فيصبح في مضلّة من الأرض يهلك فيها ، ويعصي من يدعوه إلى المحجّة ، كذلك من ضلّ بعد الهدى (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) ردّ على من دعا إلى عبادة الأصنام ، أي : لا نفعل ذلك ؛ لأنّ هدى الله هو الهدى لا هدى غيره.
(٧٣) (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) أي : بكمال قدرته ، وشمول علمه ، وإتقان صنعه ، وكلّ ذلك حقّ (وَيَوْمَ يَقُولُ) واذكر يا محمّد يوم يقول للشّيء (كُنْ فَيَكُونُ) يعني : يوم القيامة ، يقول للخلق انتشروا فينتشرون.
(٧٥) (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ ...) الآية. أي : وكما أرينا إبراهيم استقباح ما كان عليه