ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨) قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠)
____________________________________
(١١٧) (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) أي : كنت أشهد على ما يفعلون ما كنت مقيما فيهم (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) [يعني : رفعتني](١) إلى السّماء (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ) الحفيظ (عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي : شهدت مقالتي فيهم ، وبعد ما رفعتني شهدت ما يقولون من بعدي (٢).
(١١٨) (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ) أي : من كفر بك (فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) وأنت العادل فيهم (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) أي : من تاب منهم وآمن فأنت عزيز لا يمتنع عليك ما تريد ، حكيم في ذلك.
(١١٩) (قالَ اللهُ : هذا يَوْمُ) يعني : يوم القيامة (يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) في الدّنيا (صِدْقُهُمْ) لأنّه يوم الإثابة والجزاء. (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بطاعته (وَرَضُوا عَنْهُ) بثوابه (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لأنهم فازوا بالجنّة.
(١٢٠) (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) عظّم نفسه عمّا قالت النصارى : إنّ معه إلها.
* * *
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) ورد عن ابن عباس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنكم محشورون ، وإنّ ناسا يؤخذ بهم ذات الشّمال ، فأقول كما قال العبد الصالح : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). أخرجه البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٣٨٦ ؛ ومسلم برقم ٢٨٦٠ ؛ والنسائي في التفسير ١ / ٤٦٣ ؛ والترمذي في التفسير. العارضة ١٢ / ٢٦.