لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ
____________________________________
على الذّنوب (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَ) من أهل الكتاب (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) أنتم (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) مصيركم ومصير من خالفكم ، (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يجازيكم بأعمالكم.
(١٠٦) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) نزلت هذه الآيات في قصّة تميم وعديّ وبديل ، خرجوا تجارا إلى الشّام ، فمرض بديل ودفع إليهما متاعه ، وأوصى إليهما أن يدفعاه إلى أهله إذا رجعا ، فأخذا من متاعه إناء من فضّة ، وردّا الباقي إلى أهله ، فعلموا بخيانتهما ورفعوهما إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات (١) ، ومعنى الآية : ليشهدكم (إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) وأردتم الوصية (اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) من أهل ملّتكم تشهدونهما على الوصية (أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) من غير دينكم إذا (ضَرَبْتُمْ) سافرتم (فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) علم الله أنّ من النّاس من يسافر فيصحبه في سفره أهل الكتاب دون المسلمين ، ويحضره الموت فلا يجد من يشهده على وصيته من المسلمين ، فقال : (أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) فالذّميان في السّفر [خاصّة](٢) إذا لم يوجد غيرهما [تقبل شهادتهما في ذلك](٣) ، وقوله : (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس أخرجه ابن جرير ٧ / ١١٥ ؛ والترمذي عن ابن عباس عن تميم الداري ، وقال : هذا حديث غريب ، وليس إسناده بصحيح. العارضة ١١ / ١٨٢ ؛ والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص ١٦٤. قلت : وتميم هو الداري ، وعدي هو ابن بداء ، وبديل هو ابن أبي مريم ، ويقال له : ابن أبي مارية.
(٢) زيادة من عا وظ.
(٣) زيادة من ظ.