لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (٣١) مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (٣٢) إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
____________________________________
(لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي) يستر (سَوْأَةَ) جيفة (أَخِيهِ) فلمّا رأى ذلك قال : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) على حمله والتّطوف به.
(٣٢) (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ) من سبب ذلك الذي فعل قابيل (كَتَبْنا) فرضنا (عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ) بغير قود (أَوْ فَسادٍ) شرك (فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) يقتل كما لو قتلهم جميعا ، ويصلى النّار كما يصلاها لو قتلهم (وَمَنْ أَحْياها) حرّمها وتورّع عن قتلها (فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) لسلامتهم منه ؛ لأنّه لا يستحلّ دماءهم. (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ) يعني : بني إسرائيل (رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ) بأنّ لهم صدق ما جاءوهم به (ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) أي : مجاوزون حدّ الحقّ.
(٣٣) (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي : يعصونهما ولا يطيعونهما. يعني : الخارجين على الإمام وعلى الأمّة بالسّيف. نزلت هذه الآية في قصة العرنيين (١) ، وهي معروفة ، تعليما لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عقوبة من فعل مثل فعلهم ، وقوله : (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) بالقتل وأخذ الأموال (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
__________________
(١) أخرجها البخاري في التفسير ؛ فتح الباري ٨ / ٢٧٤ ؛ ومسلم برقم ١٦٧١ ؛ وأبو داود برقم ٤٣٦٤ ؛ والنسائي في تفسيره ١ / ٤٣٤.