يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢٠) أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (١٢١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً (١٢٢) لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ
____________________________________
(١٢٠) (يَعِدُهُمْ) طول العمر في الدّنيا (وَيُمَنِّيهِمْ) نيل المراد منها (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) أي : إلّا ما يغرّهم من إيهام النّفع فيما فيه الضّرر.
(١٢١) (أُولئِكَ) أي : الذين اتّخذوا الشّيطان وليّا (مَأْواهُمْ) مرجعهم ومصيرهم (جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً) معدلا.
(١٢٢) (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ...) الآية.
(١٢٣) (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) نزلت في كفّار قريش واليهود. قالت قريش : لا نبعث ولا نحاسب ، وقالت اليهود : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً)(١) ، فنزلت هذه الآية (٢). أي : ليس الأمر بأمانيّ اليهود والكفّار. (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً) كفرا وشركا (يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا) يمنعه (وَلا نَصِيراً) ينصره ، ثمّ بيّن فضيلة المؤمنين على غيرهم بقوله :
(١٢٤) (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ ...) الآية. وبقوله :
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٨٠.
(٢) أخرجه ابن جرير ٥ / ٢٩٠ عن مجاهد. وأخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة قال : لمّا نزلت (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) شقّ ذلك على المسلمين ، فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسألوه ، فقال : قاربوا ، وسدّدوا ، ففي كلّ ما يصاب به العبد كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، والشوكة يشاكها. صحيح مسلم رقم ٢٥٧٤ ؛ والترمذي. العارضة ١١ / ١٦٩ ؛ وتفسير النسائي ١ / ٤٠٥.