مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٩٤) لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥) دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٩٦) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
____________________________________
مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي : متاعها من الغنائم (فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) يعني : ثوابا كبيرا لمن ترك قتل من ألقى إليه السّلام. (كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) كفّارا ضلالا كما كان هذا المقتول قبل إسلامه ، ثمّ منّ الله عليكم بالإسلام كما منّ على المقتول ، أي : إنّ كلّ من أسلم ممّن كان كافرا فبمنزلة هذا الذي تعوّذ بالإسلام قبل منه ظاهر الإسلام ، ثمّ أعاد الأمر بالتبيّن فقال : (فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) أي : علم أنّكم قتلتموه على ماله ، ثمّ حمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ديته إلى أهله ، وردّ عليهم غنمه ، واستغفر لأسامة ، وأمره بعتق رقبة.
(٩٥) (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) أي : الأصحّاء الذين لا علّة بهم تضرّهم وتقطعهم عن الجهاد. لا يستوي هؤلاء (وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ) من أهل العذر (دَرَجَةً) ؛ لأنّ المجاهدين باشروا الطّاعة ، والقاعدين من أهل العذر قصدوها ، وإن كانوا في الهمّة والنيّة على قصد الجهاد ، فمباشرة الطّاعة فوق قصدها بالنّيّة (وَكُلًّا) من المجاهدين والقاعدين المعذورين (وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) الجنّة (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ) من غير عذر (أَجْراً عَظِيماً).
(٩٦) (دَرَجاتٍ مِنْهُ) أي : منازل بعضها فوق بعض ، من منازل الكرامة.
(٩٧) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) أي : قبضت أرواحهم. نزلت في قوم كانوا قد أسلموا ولم يهاجروا حتى خرج المشركون إلى بدر ، فخرجوا معهم فقتلوا يوم